تنشر (الرأي) قصص نجاح لشبان أردنيين في دول الاغتراب وهي نماذج تحكي كفاح هؤلاء الشبان وإصرارهم على النجاح رغم التحديات الكبيرة التي تبدأ بضعف قدراتهم المالية ولا تنتهي بمعيقات واجهتهم ولا تزال في خلال معركتهم في إستثمار الفرص لقطف الثمار في مجتمعات غريبة عنهم لا تمنح الفرص الا لمن يجتهد ويصر للحصول عليها».
روما - الرأي - اينما توجهت في العاصمة الايطالية الجميلة «روما»، وعلى ضفاف نهر التيفيرة، ستجد فرعا لمطعم يتنافس الزبائن على دخوله من شتى انحاء العالم، واسمه « Da Carlo» نسبه الى صاحبه الاردني خالد الزعبي والملقب بـ»كارلو».
حين تسأل العارفون ببواطن رجال الأعمال وأصحاب المطاعم الشهيرة سيقولون لك إن «كارلو» الرجل العصامي القادم من شمال الاردن «الرمثا» هو المؤسس والمستثمر لعدد من المطاعم في روما وان نجاح الزعبي لم يأت عبثا أو بضربة حظ لأن رجل الأعمال الناجح الذي فاز بالثروة والمنزلة الرفيعة اليوم كان مغرماً منذ صغره بحب الضيافة وتحضير الأكل اللذيذ، كما كانت بدايته فنية ايضاً اذ كان عضوا ورئيس فرقة شباب وشابات الشمال في مدينة اربد للفترة الواقعة بين 1980-1985 حيث شارك في فعاليات مهرجان جرش لعدة سنوات اضافة للمشاركة في مهرجان قرطاج في تونس 1982 وغيرها من المهرجانات الدولية.
الى ذلك سافر «الزعبي» من الاردن الى ايطاليا لتعلم أصول مهنة ادارة الفنادق والمطاعم في معهد تخصصي وذلك في 1985، وتنقل بين البلدين الا انه استقر نهائيا ً بعد حصوله على شهادة البكالوريوس، واتجه بعدها للعمل في السوق الإيطالي وكان يريد ان يصبح متخصصا ً في الطعام الإيطالي بكافة انواعه مما جعله يتنقل بين العديد من المطاعم الإيطالية للحصول على الخبرة اللازمة الى ان تعرف على أحد أهم كبار الطباخين الإيطاليين واسمه «Toto» وتتلمذ على يديه لمدة خمس سنوات أتقن خلالها كارلو المهنة وأصبح جاهزا ً للإنطلاق لإنشاء مصلحته الخاصة، وهذا بالفعل ما حصل حيث قام بتطبيق ما تعلمه بدراسته وما اكتسبه من خبرة ومهارة بالقيام بالإستثمار بالمطاعم المتعثرة ماليا ً عن طريق شرائها وتشغيلها بادارته الحديثة وبخبرته التي اكتسبها مما ساهم في رفع قيمتها ومن ثم يقوم بييعها لمستثمر آخر، وهكذا استمر على هذا المنوال لعدة سنوات قام خلالها بتطوير ما لا يقل عن عشرة مطاعم الى ان استقر به الحال بشراء موقعه الحالي في قلب مدينة روما بالقرب من حاضرة الفاتيكان في احد اهم الشوارع الحيوية التي تعج بالسواح طيلة العام.
أطلق خالد الزعبي لقبه الإيطالي «كارلو» كما يفضل على مطعمه الجديد Da Carlo في شارع 333 Corso Vittorio Emanuele حيث يرتاده السواح من مختلف بلدان العالم بشكل عام ولكنه لم ينس يوما ً انه الرمثاوي الذي خرج من مدينتة الرمثا ولا ينس مطلقا ً انه ساعد والده في رعاية الأغنام خلال سنين طفولته الى ان انتهى به المطاف مستثمرا ً في سلسلة مطاعم كبرى في روما.
ويبقى مطعم خالد الزعبي Da Carlo مقرا ً للأردنيين سواء المقيمون في روما او في باقي المدن الإيطالية اضافة الى الزوار الأردنيين سواء كانوا من المسؤولين او من رجال ألاعمال او زوار بقصد السياحة حيث يجدون الابتسامة الأردنية والترحاب الأردني بأهلا ً وسهلا ً بكم في مطعم الأردنيين في روما ذي النكهة الأردنية، حيث قام الزعبي بإنشاء زاوية أردنية في مطعمه تحتوي على صور لسيد البلاد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وصور للمغفور له الملك الحسين بن طلال، إضافة الى العديد من المطرزات الأردنية والصور والمطرازات التي تمثل البتراء وجرش والبحر الميت والعقبه وغيرها.
كما انشأ خالد الزعبي الملقب بـ «كارلو» مطعما ً للوجبات السريعة الايطالية بنفس الشارع في روما كجزء من مشاريعه التي بدأها قبل أكثر من 27 عاما ً من الجهد والعمل المتواصل، ويعمل لديه 15 موظفا ً كما انه بصدد توسيع مطعمه الرئيسي ليستوعب اكثر من 300 شخص خلال فترة الذروة.
خالد الزعبي لا ينس ابدا ً مشاركته بفرقة شباب وشابات الشمال ولا ينس الترحيب الذي لقيه من المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه والملكة نور خلال المشاركة في مهرجانات جرش السابقة.
كما لا ينس فضل بلده الأردن عليه، فهو يقوم الآن بدراسة جدوى لإقامة مشاريع في الأردن بالتعاون مع مجموعة من المستثمرين الإيطاليين خلال الفترات القادمة.
[b]
