بعد 8 أيام تودع أسرة الطفل المفقود ورد عبدالمجيد الربابعة، عاما كاملا انقضى من دون ظهور أي خيط يقود إلى معرفة مصيره، على الرغم من كل الجهود التي بذلت وتبذل في عمليات البحث عنه.
ورد كان اختفى قبل 355 يوما أثناء ذهابه إلى مطعم قريب من منزله في بلدة جديتا في لواء الكورة بمحافظة إربد لشراء وجبة الإفطار، إلا أنه لم يعد إلى منزل ذويه منذ ذلك الحين.
وعلى مدار قرابة عام كامل، شغلت قصة اختفاء ورد، الذي أصبح عمره الآن 6 سنوات، الرأي العام، فيما ثبتت "الغد" عدادا تصاعديا على صفحتها الأولى يشير إلى عدد الأيام التي انقضت من دون التوصل لأي خيط يقود إلى معرفة مصير الطفل.
وشهدت الفترة الماضية، انتشار عشرات الإشاعات المتعلقة بمصير ورد، حيث ربطت إحدى الإشاعات اختفاءه بقصة مختلقة عن وجود عمليات خطف للأطفال في المملكة للمتاجرة بأعضائهم، فيما تحدثت أخرى عن العثور عليه مدفونا في إحدى المقابر، وثالثة مقتولا بين الأحراج، إلا أن الجهات الأمنية كانت في كل مرة تنفي صحة تلك الإشاعات، بعد أن تتحرى عنها.
وتشير تقديرات أمنية إلى أن حملة البحث عن ورد، التي تعتبر الأكبر في تاريخ المملكة لهكذا نوع من القضايا، كلفت حوالي مليوني دينار.
وشملت الحملة إضافة إلى بلدة جديتا، مسقط رأس ورد، بلدات أخرى مجاورة، ومحافظات ترددت إشاعات عن العثور عليه فيها.
كما شملت عمليات البحث، التي شارك فيها رجال الدفاع المدني والأمن العام والدرك، مساحات واسعة من الأحراج والغابات والحفر الامتصاصية المنتشرة في بلدة جديتا، إضافة إلى استدعاء المئات من الأشخاص للتحقيق معهم، إلا أن كافة تلك الجهود لم تفلح في كشف مصير ورد.
وكان مئات المتطوعين من بلدة جديتا وخارجها ومؤسسات مجتمع مدني شاركوا في حملة البحث عن ورد، بطبع صورة الطفل وتوزيعها على كافة محافظات المملكة، وعلى شبكة الإنترنت والمحال التجارية والمركبات.
ولم تتوقف عمليات البحث على الجهود الرسمية ومؤسسات المجتمع المدني، إذ شارك فنانون عرب ومحليون في هذه الجهود، ومنهم الفنان السوري سامر المصري، صاحب شخصية العقيد أبو شهاب في مسلسل باب الحارة، والذي وقع على جدارية للبحث عن الطفل ورد، إضافة إلى الفنان الأردني متعب الصقار الذي أنتج أغنية خاصة عن ورد.
إلى ذلك، تفاوتت على مدار الأشهر القليلة الماضية ردود أفعال قراء "الغد" ومشتركيها، حيال تثبيت العداد الخاص به على الصفحة الأولى، بين من يطالب بالإبقاء على العداد، ومن يرى ضرورة لنقله إلى الصفحات الداخلية، فيما ذهب رأي ثالث إلى المطالبة بإلغاء العداد والتوقف عن نشره.
وفي خطوة تفاعلية مع قراء الصحيفة، قرر مجلس تحرير "الغد" طرح مسألة بقاء العداد أو إلغائه للتصويت، في استفتاء يستمر حتى انقضاء كامل أيام السنة الأولى على اختفاء ورد، على أن تعلن الصحيفة بعد ذلك نتيجة التصويت، وتلتزم بها، باعتبار أنها قرار أغلبية القراء والمشتركين. [b]
