تعتبر مناطق وادي شلالات الرمثا من اجمل المناطق
الطبيعية في الاردن لتوفر المياه الجارية والطبيعة
الجميلة واحتوائها على اماكن اثرية ومواقع سياحية
الا ان الاهمال حال دون تطوير وتنمية هذه
المنطقة واصبحت الان معرضة للقضاء عليها بعد انشاء
محطة التنقية المزمع تنفيذها بهذه المنطقة في مطلع
الشهر المقبل ، ويقع الوادي على بعد 12 كيلومترا
الى الشرق من مدينة اربد و 5 كيلومترات الى الغرب
من مدينة الرمثا ويبدا امتداده من جنوب شرق بلده
حواره باتجاه الشمال الغربي ليلتقي مع وادي
اليرموك الفاصل ما بين الاراضي الاردنية والسورية
ويعد من اهم روافد نهر اليرموك ، وتقع على جانبي
امتداد الوادي سهول زراعية منبسطة ذات تربة خصبة
منها ما هو مزروع بالاشجار المثمرة ويزرع القسم
الاخر بالمحاصيل الحقلية ، وقد اكسبت عيون المياه
التي تقع على جانبي الوادي جمالا طبيعيا واهمية
جعلته مركز استقطاب الاستيطان البشري عبر الاف
السنين ,كما نشرت وكالة الأنباء الأردنية بترا .
محطة التنقية وارتات وزارة المياه ان يكون موقع
محطة التنقية التي تنوي انشاءها في موقع "الرمايه"
القريب جدا من الشلالة ورصدت لها حوالي 55 مليون
دينار، وتؤكد الوزارة ان المحطة غير ملوثة وستكون
حديثة ومجهزة بأحدث الاجهزة وتحقق ابعادا بيئية
واقتصادية من خلال استخدام المياه المستصلحة في
الزراعة والتي سيكون لها الاثر الجيد على
المزارعين وتوسيع الرقعة الزراعية واستخدام كميات
من المياه العادمة بعد استصلاحها لتصبح عنصرا هاما
في استراتيجية وزارة المياه كمصدر غير تقليدي آمن
صحيا وبيئيا ومجد اقتصاديا. ابناء الرمثا في
المقابل يشكك ابناء الرمثا في ان اختيار الموقع
كان موفقا ويؤكدون انه لم يوءخذ براي ابناء
المناطق القريبة الذين رفضوا انشاء المحطة في هذا
الموقع حيث لا يفصل المحطة عن مقبرة اربد الا وادي
الشلالة . وقالوا ان التلوث لا يحصل دفعة واحده
وقد لا تحدث المحطة تلوثا في البداية نظرا
لحداثتها الا انها كغيرها من المحطات ستصبح بعد
مدة قديمة وان اي اهمال او خطأ او خلل فيها سيوءدي
الى كوارث بيئية ومشكلات للسكان والزراعة. واشاروا
الى ان هناك اكثر من محطة تنقية تحيط بالرمثا
فهناك محطة جامعة العلوم والتكنولوجيا وثانية
لمدينة الحسن الصناعية وثالثة محطة الرمثا للتنقية
التي تتسبب بالعديد من المشكلات لابناء المناطق
المحيطة اضافة الى مكب الاكيدر الذي لا يبعد عن
الرمثا سوى 12 كيلومترا . اصحاب الشلالة وقال
المزارع احمد الربايعة في منطقة الوادي ان الشلالة
كانت تغطي حوالي 90 بالمائة من احتياجات الرمثا من
الخضار والفواكة حتى عام 1968 ثم اهمل المزارعون
الشلالة لفترة من الوقت . واضاف انه يعمل في
المنطقة الان عشرات الاشخاص يعيلوا اكثر من 100
اسره ويوجد في منطقة الشلالة الاف الاشجار المثمرة
من التين والعنب والرمان ويعود عمر بعض اشجار
التين الى 200 سنة . وبين ان الزراعة ما زالت
تستخدم الاساليب البدائية ويتم توزيع المياه حسب
مساحة الارض لكل مزارع واذا ما استخدمت الاساليب
الحديثة فانها ستنتج الاف الاطنان من الخضار
والفواكة ولكن بعض الابار والعيون تم اهمالها
مؤكدا ان عدم الانسجام بين مالكي الشلالة ادى الى
تسيب اجزاء كبيرة من انتاج الشلالة ومياهها ، وقال
المزارع علي ابو هضيب ان المياه تتسرب في التربة
دون فائدة ولا بد من تنظيم عملية الري وعمل اقنية
اسمنتية وبناء خزان للمياه وليس بمقدور المزارعين
عمل ذلك نظرا للمعوقات المالية التي يواجهونها .
واضاف انه يمكن مضاعفة المساحة المزروعة اذا وجدت
العناية الجيدة خاصة فيما يتعلق بعملية ضخ المياه
لان عمليه الضخ المتبعة ما زالت بدائية والجزء
الاكبر من المياه يتسرب في التربة دون الاستفادة
منه . مدير زراعة الرمثا ، وقال المهندس عبد
الروءوف الملكاوي مدير زراعة لواء الرمثا انه تم
الكشف المبدئي والحسي على منطقة الشلالة من قبل
لجنة من المهندسين لان المنطقة تدخل ضمن خطة مشروع
تطوير حوض اليرموك . واضاف ان المنطقة ادخلت ضمن
خطة حوض اليرموك والذي سيوفر لها صيانة للخزان
الحالي وبناء خزان جديد وعمل اقنية اسمنتية وتحسين
طرق الري وادخال الاساليب الزراعية الحديثة على
المنطقة. مسوءول تطوير حوض اليرموك ، وأكد مسئول
مشروع تطوير حوض اليرموك في الرمثا المهندس خالد
الشقران على ضرورة الاهتمام بمنطقة وادي الشلالة
وتطوير الاساليب الزراعية وتحديث طرق الري خاصة ان
وجود المياه يشجع على الاهتمام بالزراعة . واشار
الى وجود اراض زراعية جيدة ما زالت معطلة في
المنطقة وغير مستغلة واستغلالها سيضاعف الانتاج
الزراعي في المنطقة التي تتميز المنطقة بانتاج
التين واللوزيات والرمان . واضاف ان منطقة الشلالة
ستستفيد من مشروع تطوير حوض اليرموك في عمل اقنية
اسمنتية وبناء خزان ماء وبعض الاعمال الانشائية
وتدابير حفظ التربة والمياه وحماية الينابيع وعمل
طرق زراعية والتطوير الزراعي . الاثار في المنطقة
وتقول مصادر دائرة الاثار ان وادي الشلالة غني
بالمواقع الاثرية فهناك تل الفخار التي توءكد
الحفريات والاثار المكتشفة ان الانسان استوطن على
جانبي وادي الشلالة منذ الالف الرابع قبل الميلاد.
كما كشفت حفريات منطقة "الزيرقون" التي تقع على
الجانب الغربي من الوادي بالقرب من بلدة المغير عن
مدينة مهمة ذات اسوار وابراج دفاعية محصنة ترجع
الى العصر البرونزي المبكر . ومن الاثار المتميزة
في هذا الموقع نظام المياه المتمثل بابار عميقة
يبلغ عمقها حوالي مائه متر الامر الذي مكن سكان
المنطقة من الوصول الى المياه الجوفية وهي داخل
الاسوار . وتدل المكتشفات في هذا الموقع ان
المنطقة كانت تمثل موقعا تجاريا هاما في منطقة
بلاد الشام ، واشارت مصادر دائرة الاثار انه تم
الكشف عن عدة معاصر عنب لصناعة النبيذ ترجع الى
العصر الروماني واستمر استعمالها في العصر
البيزنطي وتعتبر معاصر البصيلة من اهم معاصر تلك
الفترة اضافة الى انه تم اكتشاف كنائس اثرية
ارضيتها من الفسيفساء الملونة التي تعود للعصر
البيزنطي . ودعا مدير مكتب سياحة الرمثا مروان
الزعبي الى التعاون والتنسيق بين الجهات الرسمية
والاهلية لاستثمار المنطقة سياحيا . وقال ان
المنطقة في طريقها للتطوير من قبل وزارة السياحة
والاثار وعمل متنزهات ومناطق سياحية ونشر السياحة
الشعبية للمناطق القريبة والمتاخمة ليتمكن سكانها
من الاستفادة منها . [b]