شيحان نيوز - دشنت جمعية "الوفاق" حملة هي الأولى من نوعها في مصر، لتشجيع تعدد الزوجات بهدف معالجة مشكلة العنوسة المستفحلة.
واطلقت الجمعية حملة للمساعدة في جمع الرجال والنساء الراغبين في التعدد، وقالت في اعلانات وزعتها "يوجد لدينا آنسات ومطلقات وأرامل يرغبن في التعدد".
وعمم مكتب الزواج التابع للجمعية بيانا في الأحياء الشعبية تضمن أهداف الجمعية في تيسير وترتيب المقابلات بين رجال متزوجين بالفعل وبين أرامل أو مطلقات أو عوانس يرغبن في الزواج ولا يمانعن من الزواج برجل متزوج.
مدير جمعية العفاف لتيسير الزواج مفيد سرحان اكد ان الارقام المخيفة التي تتحدث عن اعداد العوانس في المجتمعات العربية عامة ومن بينهاالاردن باتت امرا يدعو الجميع لاطلاق افكار تساعد على التخفيف من هذه الظاهرة المقلقة .
ولفت سرحان الى وجود 96 الف فتاة في الاردن تجاوزن سن الثلاثين ولم يسبق لهن الزواج وقال ان "مثل هذ الرقم يتطلب اهتمام العديد من الخبراء للبحث عن حلول ناجعة " مشيرا الى ان "التعدد يعتبر احد اساليب التخفيف من ازدياد الحالات" .
غير ان سرحان يعارض اطلاق حملات لهذه الغاية ويقول :"اطلاق حملات تدعو الى التعدد قد يثير جدلا واسعا وقد يجده البعض ذريعة للهجوم على اصل فكرة التعدد ".
وتابع"لا اشجع اطلاق حملات تدعو الى تعدد الزوجات كحل سحري سيقضي على كل حالات العنوسة في المجتمع غير انني اشجع من يستطيع ان يعدد ويتزوج بفتاة تجاوزها قطار الزواج ويوفق حياته الاسرية ويقوم بالمتطلبات كاملة ولا اشنع على من يريد ان يعدد باعتبار الامر حقا شخصيا متروكاً لتقدير وقدرة من يريد الاقدام عليه ضمن الضوابط الشرعية" .
واوضح سرحان ان المجتمع ما زال ينظر لمسالة التعدد على انها اساءة للفتاة بل ويصل الى حد منع من يريد الزواج بفتاة ثانية وثالثة وهنا لا بد من تصحيح مفاهيم المجتمع ونظرتهم الى التعدد باعتباره احد الحلول ان تم التعامل معه بالشكل السليم .
اما النائب الاسابق حياة المسيمي فاكدت ان القفز الى التعدد واعتباره حلا دون التطرق الى الاسباب الاساسية لازدياد العنوسة يعد مجانبا للصواب .
وقالت المسيمي ان هناك اسباب كثيرة للعنوسة لا بد من دراستها بشكل مفصل ودقيق ومنها العامل الاقتصادي وارتفاع تكاليف الزواج في اوطاننا العربية ومن بينها الاردن ،داعية الى التفكير في كيفية ايجاد الاليات والسبل التي من شانها التخفيف من اعباء الزواج والحد من تاخر سن الزواج .
واضافت" مما يزيد من اعداد الفتيات اللواتي لم يتزوجن تلك الطروحات التي تصور الزواج كعبء فقط بعيدا عن الاستقرار النفسي والاجتماعي مما دعا الكثير من الشباب للاحجام والانحراف بعيدا عن مؤسسة الزواج الشرعي".
وشددت المسيمي على ان "غالبية من يفكر في التعدد يبحث عن فتيات صغيرات في السن وقلما تجد من يقبل بفتاة تقدم بهن العمر" معتبرة ان هذا الفعل ي"فتح ابوابا مغلقة كثيرة بل ويساهم في زيادة اعداد العوانس في الاردن وبدلا من ان تكون المبادرة حلا تصبح سببا في تعميق المشكلة .
وتمنت المسيمي تجنب طرح مثل هكذا مبادرات دون علاج السبب الحقيقي للازمة ،داعية الى عمل دراسة وافية وشاملة حول الموضوع وطرح حلول تضييق ازمة العنوسة خاصة ان مسودة الاحوال الشخصية الجديدة اشارت الى موضوع التعدد ووضعت له عددا من المحددات كي لا يحصل انفلات واساءة لما ارادة الشارع الكريم من اباحة تعدد الزوجات في الشرع الاسلامي" .
الا ان أحد انصار التعدد-رفض الافصاح عن اسمه- اشار الى ان التعدد امر طيب ولا بأس فيه ولا يرى فيه اي مشكلة ابدا بل وذهب الى دعوة جميع المتزوجين الى تكرار الزواج من فتيات اخريات للقضاء على مشكلة العنوسة .
وقال "ان من اساء الى فكرة التعدد هي وسائل الاعلام من خلال تصويرها التعدد كمصيبة تحل على الزوج من خلال ازدياد الاعباء المادية عليه وعدم قدرته على التوفيق بين زوجاته او حتى تربية الابناء والاشراف عليهم ".
واوضح انه متزوج من اثنتين ولا يجد اي مشكلة في رعايتهما واعطائهما حقوقهما بالاضافة الى انه لا يجد صعوبة في تربية الابناء بسبب تفهم الزوجة الاولى لفكرة الزواج بأخرى .
وقال "ان الاحجام عن التعدد لحل مشكلة العنوسة في الاردن يؤدي الى سلوك الشباب طرقا خاطئة والسعي وراء الفساد واقامة العلاقات المحرمة لاشباع رغباته " .
يشار الى ان بيان الحملة التي اطلقتها جمعية "الوفاق" المصرية يشدد على انها تهدف الى علاج العنوسة بالطريقة المثلى لحل مشكلات المجتمع المصري التي وصفتها بـ "التي لا يمكن حلها إلا بخطوات جريئة". وقال البيان "يجب ألا نستمر في دفن رؤوسنا في الرمال ".
واعترضت منظمات "نسوية" على أفكار "الوفاق"، مشيرة الى ان من شأن الحملة خلق بؤر خلل اجتماعية تعود على الجميع بالآثار السيئة.
وقدمت جمعيات " نحو عالم أفضل" و"المرأة المصرية" و"منظمة في عالم واحد" المدافعات عن حقوق المرأة حملة جمعية الوفاق، وقدمت 14 بلاغا إلى النائب العام المصري لوقفها فورا، وحظر نشاط الجمعية.
ويحذر خبراء من ان مشكلة العنوسة ستتفاقم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها الشباب حاليا، وخاصة عدم حصول الشاب على فرصة عمل تدر عليه دخلا ثابتا يمكنه من تحمل اعباء الزواج واذا وجد الشاب عملا فانه يتعذر عليه العثور على مسكن يتزوج فيه في ظل ارتفاع اسعار الشقق ، الى جانب مغالاة اهل العروس في طلبات ومستلزمات الزواج، يعجز الشاب عن تلبيتها.
وفي العراق أعرب وزير العدل العراقي السابق هاشم الشبلي عن استغرابه لمطالبة بعض النساء بالتساهل في موضوع تعدّد الزوجات،وقال لـ"الأخبار":"لم أكن أتوقع أن تطالب المرأة بوجوب أن تكون لها ضرّة".
وحسب شبكة "السومرية "، فإنّ الأرقام المرتفعة التي أعلنتها بعض منظمات المجتمع المدني في محافظة الأنبار عن أعداد الأرامل والمطلّقات والعوانس، دفعت إلى إطلاق دعوات تشجّع على تعدّد الزوجات.
وكانت رئيسة مكتب منظمات المجتمع المدني في العراق فائزة العبيدي، قد اشارت الى أن "آخر إحصائية دولية تشير إلى أن عدد الأرامل في العراق وصل إلى 3 ملايين و16 ألف أرملة".
2010-04-20
