زياد البطاينه َ تَحْتَ جناح الدستور, وباسم الديموقراطية, سيفُتِح باب الترشّح للبرلمان لجميع أبناء الشعب الاردني الكريم ممن تنطبق عليهم الشروط القانونية, ووفقاً لهذه الشروط لاغرابة ان نتفاجا قريبا بالغادي والبادي, بالمقطّع والموصّل, بالصالح والطالح, بابن الحلال وابن الـ ..? سنتفاجا بهم جميعاً يملؤون علينا نهارنا, وليلنا,وسنشهد حركه غير عادية في قرانا وريفنا وباديتنا واغوارنا لسيارات فارهة وهات يا إعلانات ويا زومات ويا مضافات!وستخلو الحوانيت من القهوة والشاي والرز والجزارين سيزيدون من عدد الذبائح لخدمة المرشحين والمرشحات حتى إنني لأجزم أن بعض المرشّحين نسي ماضيه المشرّف! وسيبدأ يضخّنا نبوءاته الإصلاحية, وبرامجه التي ستجعلنا نترحّم على معدِّي برامجنا التلفزيونية والإذاعية!
كاعلامي كنت دائما محايدا برايي كما هو بموقفي من الانتخابات ايا كانت وكنت كالغريب اراقب واكتب وانتقد لكني لم اشارك لمرة بانتخابات لعدم قناعتي بالترشح والقانون والالية وحتى بالنتائج وخواتمها وكمستشار للشئؤون البرلمانية كنت غير مقتنع بالاداء اما اليوم قررت ان اشارك وخشية أن تضيع النقطة من فوق الخاء أكتبها في هذه المنطقة القليلة الأخطاء المطبعية: سأنتخب! ..
.. أجل, فإذا كانت الديموقراطية قد أعطت الفرصة لجميع من ذكرت, فإنها أيضاً أعطتني الفرصة لأغربل, وأنتقي, وأمنح صوتي من يستحقّه.
وامتناعي عن ممارسة حقّي القانوني والأخلاقي هو ما سيتيح الفرصة لذوي التاريخ إياه, والسمعة إياها, للوصول إلى قبّة البرلمان! والمسألة ليست مزحة, ولا يمكن أن نتعامل معها بردود الأفعال الآنية, فالمجلس المُنتَخب شئنا أم أبينا, وبغض النظر عن أدائه المتوقّع هو من سيمثلنا, وهو من سيسنّ القوانين والتشريعات, وهو من سيحاسب السلطة التنفيذية وهو .. وهو .. وهو..هو من سيمثلنا ويحمل همومنا وقضايانا الداخلية والخارجية يشرع يحاسب يراقب بكل ثقة وايمان فالانتخابات استحقاق دستوري والبرلمان ركن اساس من اركان الديمقراطية والنائب مكلف بالتشريع والرقابة والتشريع هو الذي نظم حياتنا فلا يجوز ان نتعامل معه بلا مبالاه وعدم اكتراث خاصة ونحن نقف الان على مفصل سياسي هام من مفاصل تاريخنا الذي هو احوج ماكون لمن يكتب الصفحات الاتية سأنتخب لأن قرانا ومناطقنا ومدننا تستحق, سانتخب لأن الحلم يستحق, لأن عيون الأطفال تستحق, لأنّكم جميعاً ابناء بلدي تستحقّون, لأن عيني حبيبتي تستحقان, لأن الاردن يستحق! فانا أعشق سماء الاردن , وهواءها وماءها وترابها ووردها وموسيقاها وأهلها!
وفي عيد الاستقلال, أنحني خشوعاً لأبطاله,وفي مواسم الخير ارقص طربا مع سنابل بلدي وأبثُّ نجواي إليكم, إلى أهلي, إلى وطني: غضبتُ, حزنتُ, سافرتُ, رأيتُ, سمعتُ, شممتُ, لمستُ, تذوّقتُ. لكنني مع احترامي لجميع شعوب العالم - لم أجد أبداً أناساً أحبُّ وأقرب إلى قلبي من أهل بلدي, ولم أجد مكاناً في الدنيا أجمل, وأدفأ, وأحب إليَّ من وطني .. وأنا, من الشهقة الأولى أغمضت عيني, وحلمت, وسرحت .. وسأبقى سارحاً على السطور, مستبيحاً الورق والتقاطعات والمفارق .. فقط لأنّ عيني حبيبتي تستحقان, فقط لأنّ الاردن يستحق منا كل الحب والاحترام