أنت .. أنت وجعي ..!!
/
\
الورق أمامي متأهّبٌ ومتهيّبٌ فـ ساعدني ياربّي وأنر لي دربي واسعفني فـ حرفي أمام عظمتك فقيرٌ .. فقير ..
,,
متدثّراً أسمال الفرح أعسّ فرحة الورق فـ يدنيني الدجى من مبهمات ظلمته ويسقي حزني أوجاعاً قاتمةً وينثال خوفي على صدر الورق فـ أبلّل ريقي بـ بعض كلمٍ طيّاشٍ حتّى لا أبارحه المكان ولـ يؤمن بـ معتقدي وصدق مراميّ .
خضوع الحرف أمنيةٌ تُشاغب الفكر وشدوٌ تتراقص على نغمه أحلامٌ متمرّدةٌ تتخطّى حاجز العاديّ .
فـ لازمني يا قلمي واصدح فـ اشفاقي عليك أكبر .. وحالي بـ بوحك أجدر .. فـ معي رحلاتٌ شتّىً نئت عن التقليديّ من الرحلات وأوجاعٌ سطّرها التاريخ بـ مداد الدهشة من أول يومٍ عرفته البشريّة ..
فـ أنا حائرٌ لفى الليالي مغترباً .. شتّته سوادها وأذهله جبروتها , وحاز أسرار الرحيل بـ كلّ تناقضاتها ..
استنشق رائحة الموت في كلّ سانحةٍ تعاوده الليلة تلوَ الأخرى ..وسائرٌ حيلته دمعةً لا تكلّ ولا تستهلك مخزونها فـ مثله لزيم الأسى .. صامتٌ لم يعرف من الزمن سوى شفّةٍ مقطوعةٍ وتجاعيدٍ غرقت معها الملامح .. متهدّج الصوت حين تتلعثم الكلمات في حنجرته , فـ يريحها بـ أن يهطّل دموعه ملأ المآقي علّ منها جواباً معبّراً يشفي غليل الأسئلة في وجوه القادمين والراحلين ..
,,
* ( بعضٌ من فرحٍ يجوب عروق الورق ) :
وحيدةً .. وحيدةً .. ليلتها تشرف على الاغتباط فـ أنفاسها تلازم سكونه وترسم لوحة الطهر في رحم المساء الداكن ..
تلك المجنونة النائمة في أحضان القدر تُمازج حلمها شهيّ المذاق بـ نبض القلب وتصحو على نغمات الترقّب مرتعشة اليدين تهتف بـ اسمه بكاءً خالطه نحيب .
تلك التي تلاطف الغيم في صباحات الشتاء الكئيبة ترجو - عبثاً - نزوحه بعد أن تفارقها المعجزات ..!! .
تنظر إلى وجه القمر في وجهها كسيراً مقيّداً بـ أنفاس الأوجاع ملازماً حضورها تجادله - ألماً - : أيّنا أشقى يا هذا ؟! .
تلك التي رمقت ذات غفوةٍ انفعاليّةٍ وجهها في شحوب المرآة لـ تمحو من ذكراها رحيلاً تشاركاه معاً وتتهكّم بـ بكاءٍ : ( أنت .. أنت وجعي .. دمعةٌ حارقةٌ .. هه منتهى البكاء .. غبيّ وجه المرآة في بعض أحيان ..!! )
تلك التي أسرت معصم العذوبة وأرّخت لـ نفيي ممتنّاً لـ أوطان الهذيان بها . تُتمتم بـ اسمي سرّاً وجهراً وتحفل بـ نبضٍ معمله ذكراي .
لـ من خالفت ظنّ الحيرة وشكّكت بـ مصداقيّة حرفٍ تنطقه الأفواه المشغولة بـ اللؤم فـ لفظته من شبّاك الجهل .
مرتدية حلمها - قصريّاً - فـ لا جديد ولا مثير .. تلك التي تعتدّ بـ الفرح كـ حالة نشوةٍ غبيّةٍ تلج روحها وهي أعلم بـ مضمونها : تبسّمي فـ الراحة فحواها أنّ النفس إلى مقصدها تركن ..!!
( يا أنتِ : أعناقاً سرمديّاً أغيظ به تلك الحرقة ..؟! )
,,
في ذاكرة تلك المدينة تقبع صوراً شتّى تختزل مسافاتٍ من عمرٍ يلفظ أنفاسه اللاهثة حلماً يحاين الفرص لـ الجموح أن يستحثّ خطى المشاعر لـ ملاذها الأخير ..
مدينةٌ تسكن الأثير تعتاش من وجع المحزونين , وتلفيها رياح الآلام الصاخبة , و منها وإليها ابتدأ الوجع , وفيها وعليها محطّ أنظار مهاجرين لفظتهم قسوة وطنٍ وأهلٍ ينشدون لجوءاً ..!! ..
تثاقل كاهل تلك المدينة حملاً لي .. عازفاً أغاني الضياع على سفوح آلامها .. تعاود تأنيبي : أشتّان مابين حلمٍ مشبوبٍ بـ الحذر وحلمٍ يرضع ذلّه ؟! .
ولا زالت بـ حديثها تُلائم جروح هاتيك الأماني على ضفاف الرجاء المتجبّر وتمسح بـ كفّ الحنو حسرةً على وجه الرفوف الملأى بـ أسراب خوفي .. وسرعان ما أحتضن أملي بها كيلا أحفل بـ سواد الكون من حولي , وهي بـ صدر الحانية تلتفّ بـ يديها حول رقبتي : ( نم فـ أنت خرجت من عباءة هذا الزمان ..!! )
,,
صمتي أذهل كلّ بكاء
وخوفي لازم كلّ رجاء
وأعيني بـ فيضها تجود
وأملي حاز منّي العناء
ليلتي شيمتها أوجاعٌ
تلقف أمانيّ ذرّ الهباء
وأعيل صبراً ضاق بي
ينشد مابعد ذاك الضياء ؟!
/
\
* ( كلماتٌ وليدة اللحظة فـ التمسوا العذر لـ صاحبها )