هذا الكتاب.. هو خلاصة تجارب الدكتور مصطفى السباعي..
و هو عبارة عن جمل ملخصة .. فيها من الفائدة ما سيجعل القاريء يقف كثيراً..
و سيجعله ايضاً.. يفكر بشكل أفضل .. و سييسر عليه الكثير.. من الخبرات ..
أهداه كاتبه إلى الشباب.. ليتسنى لهم الوقوف على خبراته و الاستفادة منها قدر استطاعتهم..
مصطفى السباعي رحمه الله كان أحد العلماء البارزين والدعاة المشهورين والمصلحين المعدودين ، وكانت له مع ذلك جهود سياسية واجتماعية مؤثرة ، وهو نموذج من النماذج التي تحتذى، وقدوة يقتدي بها أهل الإسلام في زماننا وفي كل زمان ..
و قد ولد في مدينة حمص بسوريا عام 1915
و توفي عام 1964 عن عمر يناهز التاسعة و الاربعين..
و قال في كتابه هكذا علمتني الحياة..
(( إن هذه الخواطر هي خلاصة تجاربي في الحياة، لم أنقل شيئاً منها من كتاب، ولا استعنت فيها بآراء غيري من الناس، وأعتقد أن من حق الجيل الذي أتى بعدنا أن يطّلع على تجاربنا، وأن يستفيد من خبرتنا إذا وجد فيها ما يفيد، وهذا خير ما نقدمه له من هدية. إننا لا نستطيع أن نملي عليه آراءنا إملاءً، وليس ذلك من حقنا، وإنما نستطيع أن نقدم له النصح والموعظة، وخير النصح ما أعطته الحياة نفسها، وأبلغ الموعظة ما اتصل بتجارب الحياة ذاتها، والناس وإن اختلفت مشاربهم وعقولهم وطباعهم، فإنهم يلتقون على كثير من حقائق الحياة، ويجتمعون على كثير من الرغبات والحاجات والأهداف.
وإني إنما أقدم هذه التجارب لمن عاش في مثل تفكيرنا وأهدافنا ومطامحنا ومقاييسنا، فهؤلاء الذين ينفعون بها، أما الذين يخالفوننا في العقيدة أو الاتجاه فقلّ أن يستفيدوا منها، ولا أعتقد أنهم يستطيعون الصبر على كثير مما جاء فيها من خواطر وأفكار، فمن أجل أولئك نشرت ما كتبت ))