عنف الجامعات: نعرفها ونحرفها!!! د. عبدالله عزام الجراح.
تنامي ظاهرة العنف الجامعي مؤشر واضح على فشل الجامعات بشكل خاص, والنظام التربوي عامة في تحقيق أهدافه المتصلة بزيادة وعي الطلبة وتنمية قيم التسامح والتعامل مع الاختلافات وقبول الآخر, إلى غير ذلك من القيم ذات العلاقة. شخصت ظاهرة العنف الجامعي من قبل الكثير من المختصين والمهتمين, ورشحت أسباب كثيرة لهذه الظاهرة الغريبة والخطيرة, واقترحت الحلول ووضعت الاستراتيجيات للحد من الظاهرة, ولكن الظاهرة في تنام وتزايد وكأنها لم تدرس قط, فأين المشكلة فعلا؟ اهو التشخيص أم الحلول والاستراتيجيات؟ أم كليهما؟ أم ماذا؟ عنف الجامعات لا يمكن أن يفهم بعيدا أو يفصل أو يدرس بمعزل عن واقع التعليم في الجامعات والتراجع الخطير في مستوى التعليم من مدخلات وعمليات ومخرجات. التعليم ألقيمي أو الأخلاقي أو التعليم من اجل غرس الأخلاق والقيم أكثر أهمية واشد خطورة من التعليم من اجل المعرفة, فالمعرفة لا يمكن أن تتحقق أو تطبق ويستفاد منها بغير الوعاء الأخلاقي ألقيمي الذي يهذب المعرفة ويوجهها الوجهة المناسبة والصحيحة لخدمة قضايا الوطن والأمة. أكاد اجزم أن التراجع في مستوى التعليم- وعنف الجامعات مثال حي عليه- ما كان ليصل إلى هذا المستوى لولا الاختلاط وتبعاته وأمراضه المختلفة. الغرب والذي نسير على خطاه في كثير من شؤون حياتنا بدأ بعد أن نادى بالمدارس المختلطة يشعر بخطورة وأمراض الاختلاط , وبدأت دعوات من بعض علمائهم بالفصل, وعدم الاختلاط في التعليم, وان كانت أصواتهم ما زالت ليست مسموعة كأصوات مناصري الاختلاط. الذكور يتعلمون بطريقة مختلفة عن تعلم الإناث واحدة من القضايا التي يطرحها مناصري عدم الاختلاط, إضافة إلى أن الضغوط التي يتعرض لها الطالب في المدارس غير المختلطة تكون اقل, كما أن سعادة الطلبة في المدارس غير المختلطة تكون اكبر من سعادة أولئك الذين يدرسون في مدارس مختلطة. أما فيما يتعلق بالنمو الاجتماعي للطفل, فتشير بعض دراساتهم إلى أن طلبة المدارس غير المختلطة ينمون اجتماعيا بصورة أفضل بعتم تاحذف ما يشاع, أما فيما يتعلق بالتحصيل الأكاديمي بشكل عام, فالدراسات تشير أيضا إلى أن تحصيل الطلبة في المدارس غير المختلطة يكون أفضل وأعلى. هذه بعض الشواهد على بدء الغرب بالتفكير في تجربة المدارس غير المختلطة كحل لبعض المشكلات التي بدأت بالظهور في المدارس الغربية كارتفاع حالات الحمل والإنجاب غير الشرعي أو خارج مؤسسة الأسرة كما يسمونه بين المراهقات, إضافة للكثير من المشكلات النفسية كالقلق والضغوط والإحباط وغيرها من الأمراض النفسية. الطلبة الذكور في المدارس المختلطة والجامعات يحاولون الحصول على اهتمام الفتيات وإبهارهن, والأمر ذاته يحدث مع الفتيات اللواتي قد ينشغلن بالشباب واستعراضاتهم وبطولاتهم, والذي قد يؤدي إلى العنف في كثير من الأحوال, ويغرق كل طالب بجسده وينسيه عقله. للمزيد من المعلومات عن هذا الموضوع يمكن زيارة الموقع الشخصي للدكتور Leonard Sax صاحب كتاب Why Gender Matters: what parents and teachers need to know about the emerging science of sex differences والذي يلقي فيه المزيد من الضوء على الأسباب وراء المناداة بالمدارس غير المختلطة. أما في تراثنا وديننا الإسلامي الحنيف فالأمر بين ولا يحتاج إلى كثير عناء لإدراكه, ولكني سقت الأمثلة من الغرب لأنهم من دعاة الاختلاط وجربوه وخبروه من فترة طويلة وعرفوا أخطاره, فهل نعتبر؟ ونتوقف عن لي أعناق الحقائق وتزويرها؟ [b]