عمان (بترا)- يعتبر الاردن من الدول السباقة في المنطقة بتفعيل زراعة القرنيات مما اعاد نعمة الابصار الى الآف الاردنيين لابل تجاوزها لاعادة نعمة الابصار الى المئات من الاشقاء العرب.
وقال سمو الامير رعد بن زيد كبير الامناء رئيس جمعية اصدقاء بنك العيون الاردني ان كلية الجراحين الملكية البريطانية هذا العام اختارت ولاول مرة الاردن مركزا اقليميا لاجراء امتحان الزمالة في طب وجراحة العيون بمشاركة عدد كبير من الاطباء من قارتي اسيا وافريقيا نظرا لمكانة الاردن الطبية المتقدمة التي وصل اليها وخاصة في مجال طب العيون.
واضاف سموه خلال حفل توزيع الشهادات التقديرية على ذوي المتبرعين بالقرنيات اليوم السبت، ان الاردن حقق انجازات كبيرة في مجال طب العيون وان الجمعية اخذت على عاتقها منذ ثلاثة عقود بان توجد علاقة طيبة مع كل شرائح المجتمع والعمل على نشر الوعي باهمية التبرع بالقرنيات حيث تمكنت من الحصول على4 آلاف قرنية من المواطنين الذين توفاهم الله ومازال يوجد اكثر من الفي مواطن ينتظرون دورهم في الحصول على قرنية لاستعادة نعمة البصر.
واعلن سموه عن اطلاق الجمعية موقعها الالكتروني الجديد والذي سيساهم في تسهيل الوصول الى اكبر عدد ممكن من الناس داخل الوطن وخارجه حيث شكلت منذ البداية تجربة ناجحة يحتذى بها في المنطقة العربية.
وثمن سموه دور وزارة الصحة في العمل على انشاء مديرية لزراعة الاعضاء والتي سينجم عنها تأسيس المركز الوطني لزراعة الاعضاء بحيث يضم قواعد بيانات حديثة سترتبط بها مختلف المستشفيات والقطاعات الطبية المعنية من جهة والمرضى المحتاجين لزراعة الاعضاء من جهة اخرى وما تستلزمه هذا القواعد من معلومات طبية كفيلة بتحديد الشخص المستفيد باقصر وقت ممكن.
واكد مدير بنك العيون الدكتور معاوية البدور اهمية تكريم ابناء الاردن الذين جادوا بقرنيات احبائهم ممن توفاهم الله، مشيدا بجهود سمو الامير رعد الشخصية وعلى مدى ثلاثين عاما في تشجيع التبرع بالقرنيات.
وقال الدكتور البدور ان فكرة انشاء بنك العيون الاردني تعود الى الستينات من القرن الماضي حيث تم افتتاح بنك العيون عام1979 برعاية ملكية كريمة من جلالة المغفور له باذن الله الملك الحسين بن طلال في الجامعة الاردنية.
واضاف ان بنك العيون اعتمد منذ عام1979 وحتى عام1991 على استيراد القرنيات من الخارج وبمعدل90 قرنية سنويا ومنذ عام1992 وحتى نهاية عام2009 كان عدد القرنيات المحلية المتبرع بها والمسجلة لدى بنك العيون2790 قرنية، مشيرا إلى ان معدل التبرع المحلي منذ عام1992 وحتى نهاية عام2006 بـ130 قرنية سنويا بينما تجاوز المعدل السنوي خلال الاعوام الثلاثة الماضية100 بالمئة بقليل حيث تراجعت نسبة استيراد القرنيات من الخارج وتم اختصار قائمة الانتظار للمرضى المسجلين من يحتاجون الى زراعة قرنية.
وبين الدكتور البدور ان مفهوم التبرع وثقافته تعززت لدى المواطنين وكل هذا ياتي بعد مسيرة طويلة وجهود متواصلة لجهات عدة توجها فضل وكرم ذوي المتبرعين.
وقال عصام ابوطويلة في كلمة له نيابة عن ذوي المتبرعين بالقرنيات "شاءت الاقدار ان يذهب ابني الدكتور عبدالله عن الحياة ليهب باعضائه الحياة لمن يحتاجها من المرضى وليصبح لي بدلا من الابن الواحد ابناء تبرع لهم بها ابني الطبيب فعالجهم من تحت الثرى".
وأضاف ابوطويلة ان التبرع ينقذ حياة ويصلح مجتمع ويقوي الصلة الاجتماعية والانسانية بينهم وسنة حميدة لاتنقص المتوفي واهله الاجر والثواب.
من جهته قال المحامي عمرو مقدادي احد المستفيدين من القرنيات ان المعاناة كانت كبيرة قبل مساعدتي من قبل جمعية الشونة الشمالية حيث قاموا بمساعدتي لزراعة قرنية ليعود نظري ويعود الامل من جديد.
واضاف مقدادي "ان حب الاردنيين للانسانية عامة ولابناء الوطن خاصة مكنني من اكمال مسيرتي الجامعية في القانون ومن ثم العمل على تاسيس مكتب محاماة حيث كان النجاح يتبعه نجاح من خلال العمل في القضايا المحلية والاستشارات الدولية والعربية والاجنبية وحاليا اعمل محاميا لكبريات الشركات بمختلف انواعها وكل ذلك لم يكن لولا مساعدة الجميع وخصوصا الرعاية الهاشمية لذوي الاحتياجات الخاصة".
وقال المهندس شوكت عبابنة والد المرحوم غيث "شاءت الاقدار قبل اقل من عامين ان يرحل غيث عن هذه الحياة نتيجة حادث سير لم يعرف سببه ولا من كان المسبب وكان اتخاذ القرار بالتبرع بقرنياته لمن يحتاجها من خلال بنك العيون ليتم زراعتها لمن احتاجها ويعود الامل اليهم بعد يأس"، مضيفا "اتبرع من هذا المنبر بعد وفاتي باعضائي الجسدية لمن يحتاجها".
وقال الزميل عضو اللجنة الادارية لجمعية اصدقاء بنك العيون الاردني ايمن الحنيطي ان الجمعية تقوم بجهود حثيثة لنشر الوعي بين ابناء الوطن حول اهمية التبرع بالقرنيات وتوفيرها من خلال عملية التبرع المحلي تخفيفا على الفقراء ممن يحتاجونها من المرضى.
وبين الزميل الحنيطي ان تكلفة استيراد القرنية من الخارج تصل الى1200 دينار اردني.
وفي ختام الحفل الذي حضره عدد من الوزراء والاعيان والدبلوماسيين وزع سموالامير رعد بن زيد الدروع على عدد من الشخصيات لدعمها المتواصل للجمعية كما وزع سموه الشهادات على ذوي المتبرعين بالقرنيات.