قررت مصانع الحديد الكبرى في المملكة رفع اسعارها بحد اقصى 200 ريال للطن، في رد فعل مباشر وسريع على رفع الشركة السعودية للصناعات الاساسية «سابك» اسعار الحديد 100ريال للطن، في خطوة اعتبرها البعض مفاجئة دون سابق انذار.
وقررت المصانع الكبرى، منها « الاتفاق، الراجحي» زيادة اسعارهما 200 ريال للطن الواحد اعتبارا من اليوم الثلاثاء ،على خطى سابك ، وكذلك مصنع «اليمامة» 50 ريالا، إذ سبق له رفع سعر الطن في وقت سابق 150 ريالا للطن، قبل شهر واحد.
وقال أيمن الورع أبو عمر «أحد أكبر موزعي الحديد بمنطقة مكة المكرمة لكبري المصانع بالمملكة»: إنه تم ابلاغنا بالاسعار الجديدة أمس، من خلال خطابات رسمية تأكيدا لاعتماد الاسعار الجديدة بعد الزيادة.
واستغرب ابو عمر في حديثه لـ «المدينة» الخطوة المفاجئة التي اتخذتها سابك، برفع اسعارها 100 ريال للطن مستشهدا بتصريح سابق ادلى به الرئيس التنفيذي لشركة سابك المهندس حمد الماضي، الاسبوع الماضي اكد فيه انه لن تكون هناك زيادة، وان الاسعار والسوق مستقران، وهو ما اعطى المستهلك المحلي مؤشرا للاطمئنان بأن هناك اسقرارا سعريا.
مشيرا إلى اعلان بيان الزيادة كان مفاجئا للسوق وللتجار والمستهلكين ايضا، إذ إن سابك هي المؤشر السعري لسوق الحديد في المملكة ، واي زيادة تحدث من خلالها سيعقبه زيادة مماثلة من المصانع، وهو ما حدث بالفعل.
وعاد أبو عمر واستدرك قائلا: إن الزيادة التي طرأت على سعر طن حديد «سابك» لم تحدث أي ردة فعل بالسوق المحلي في يومها الأول، إذ كانت حركة السوق «امس» اعتيادية ، وذلك من خلال منافذ التوزيع المعتمدة للشركة، وللشركات الاخرى.
وأكد: أعتقد ان زيادة 100 ريال للطن زيادة معتدلة ، ولكنه لم يستبعد حدوث زيادات اخرى متفاوتة خلال الاشهر القليلة المقبلة.
واتفق الأمين العام للاتحاد العربي لصناعة الصلب المهندس حيدر يونس خلال حديثه لـ «المدينة» امس مع أبي عمر قائلا ، هذه الزيادة التي حصلت على حديد سابك لن تكون الأخيرة في ارتفاع أسعار الحديد بالسوق السعودي، معللا اسباب تلك الزيادة إلى أسعار عروق البليت، التي شهدت ارتفاعا في الاسواق العالمية خلال الاسبوع الماضي وصلت إلى 20 دولارا ، مشيرا إلى ان تلك الزيادة لن تقف عند هذا الحد ، إنما هي مرشحة إلى ارتفاع أكثر في الشهور القادمة.
رافضا -حيدر- إعطاء الرقم المتوقع لارتفاع سعر هذه المادة التي تعتبر اساسية في صناعة الحديد، ولكنه عاد واستدرك قائلا: المنتجون والمصنعون في المملكة خلال العام 2009 تحملوا الكثير من الصعاب والمتاعب بسبب ارتفاع اسعار المواد الخام العالمية المستخدمة في صناعة الحديد، مشيرا إلى ان السوق السعودي احدى الاسواق العربية التي شهدت توازنا واستقرارا على الرغم من الخسائر التي تحملها البعض نتيجة زيادة الاسعار على المستوى العالمي.
وأضاف قائلا: إن عام 2010م لن يشهد تلك القفزات السعرية الكبيرة التى حدثت في السنوات الماضية إنما هي ارتفاعات طفيفة للتوازن بين معطيات أسعار مواد الخام بالسوق الدولي ومعطيات السوق المحلي والعربي في محاولة للتكيف للمحافظة على أسعار عادلة للطرفين «المنتج والمستهلك» بالسوق السعودي، وأكد الأمين العام لصناعة الصلب العربي بأن قمة الصلب العربي التي ستعقد يوم الأحد القادم بمراكش ستطرح في أجندتها كيفية وصول صناع الحديد العرب إلى آلية تمكنهم من الحصول على تخفيض أسعار المواد الخام بالسوق الدولي ، وأكد يونس إلى أن هناك جهود كبيرة من صناع الحديد بأن تظل أسعار الحديد في منتجاته النهائية للمستهلك عند المستويات المقبولة للمستهلك والمنتج . وعلى المستوى الإقليمي لأسعار الحديد قررت حديد عز المصرية تثبيت أسعارها لشهر مارس لتكون مساوية مع ما أعلنته في شهر فبراير، على الرغم من إعلان شركة بشاي عن تخفيض أسعار بيع منتجاتها لشهر مارس بـ 150 جنيه مصري للطن ، وأبقت الشركات الأردنية على نفس أسعارها التي أعلنتها الأسبوع الماضي، وبقيت أسعار المستهلك في مسقط عُمان - على وضعها للمنتج المحلي، وانخفضت بما يعادل 10 دولار لحديد التسليح المستورد[b]