تشهد أسعار زيت الزيتون ارتفاعاً كبيراً هذا العام, وذلك على خلاف السنوات السابقة, رغم أننا في موسم الجني, حيث وصل سعر الكيلو غرام من زيت الزيتون إلى أكثر من 220 ليرة سورية مع أنه كان في الأعوام الماضية لا يتجاوز 120- 130 ليرة سورية, ويعزو البعض سبب هذا الارتفاع بالأسعار إلى تصدير المادة إلى الخارج والإقبال الذي يلاقيه الزيت السوري في البلدان التي تصدر إليها.
ونرجو أن يكون سبب ارتفاع الأسعار فعلاً هو التصدير وأن ينعكس ذلك على المنتجين من الفلاحين والمزارعين, لأن حجة رفع الأسعار في أي مادة يرجعونها أيضاً إلى التصدير, مع أن حجم التصدير لدينا ليس كما يصورنه!!
وينخفض إنتاج محصول الزيتون هذا العام وبالتالي ينخفض إنتاج زيت الزيتون بسبب ظاهرة المعاومة التي تخضع لها أشجار الزيتون, أي عام يكون فيه المحصول وفيراً وآخر يكون فيه قليل الوفرة. فمثلاً كان إنتاج محصول الزيتون في محافظة طرطوس عام 2004 نحو 171 ألف طن, وفي العام الحالي تدنى الإنتاج إلى 17 ألف طن, وهذا تفاوت كبير بين عام وآخر بسبب ظاهرة المعاومة ويعود ذلك حسب رأي الخبراء إلى الطرق القديمة التي يتم بواسطتها جني الزيتون مما يسبب تكسر النموات التي ستحمل الثمار في العام القادم وكذلك بسبب العمليات الزراعية الخاطئة من تقليم وحراثة وتسميد وغيرها وينصح بالجني اليدوي كي لاتصاب الثمار بالجروح التي تسبب تعفنات وبالتالي تسبب تدني نوعية الزيت.
ويزداد الطلب على الزيت السوري بسبب جودته وخلوه من الاثار المتبقية وارتفاع معدلات استهلاكه محلياً وخارجياً.
من هنا فإن شجرة الزيتون شجرة اقتصادية تزداد أهميتها سنة بعد أخرى بسبب إنتاجيتها وقابلية زيت الزيتون للتصدير. وتمتاز هذه الشجرة بتكيفها مع مختلف البيئات والمناخات, وهي شجرة معمرة يزداد إنتاجها سنة بعد أخرى.
وبالعودة إلى مسألة تصدير زيت الزيتون, فقد تعود التجار على التذرع بالتصدير لتبرير ارتفاع الأسعار, فمنذ بداية هذا العام أخذت أسعار المواد الغذائية والخضر والفواكه ترتفع بشكل تدريجي رغم قدوم موسم الصيف ووفرة المواد, والحجة دائماً التصدير!!
أفلا نحسب حساباً للسوق المحلية وحاجة الناس وحقهم بالحصول عل السلع المنتجة محلياً بأسعار معقولة وبعدها يمكن أن نصدر الفائض?!
إن الانفتاح على الدول العربية من خلال تطبيق اتفاقية التجارة الحرة العربية الكبرى والانفتاح على السوق الأوروبية يمكن أن يساعد في خلق منافسة ما بين السلع القادمة إلينا والسلع المحلية, وقد تكون المنافسة لمصلحة المستهلك, وكلنا يذكر الزيت التونسي وأسعاره الرخيصة لكنه أقل جودة.[b]