ربطت مصادر عاملة في تجارة الحديد ومواد البناء بين رغبة بعض التجار في تحقيق أرباح من كميات الحديد الموجودة لديهم حالياً والسعي للاستفادة من ارتفاع أسعار الحديد عالمياً، إضافة إلى إعطاء مؤشرات إلى السوق المحلي أن الأسعار ستواصل الارتفاع خلال الأيام المقبلة .
حتى أمس تراوحت أسعار حديد التسليح القطري والإماراتي بين 3100 و3200 درهم، تنخفض أو تزيد قليلاً حسب الكمية ومكان التوصيل .
واستبعدت المصادر قيام التجار الكبار بالتعاقد على استيراد كميات كبيرة من الخارج خوفاً من عدم القدرة على تصريفها بسبب غياب الطلب الفعلي، وإن كانت أشارت بعض المصادر إلى قيام بعض التجار بتخزين كميات أملاً في بيعها خلال الأيام القليلة المقبلة للاستفادة من الأسعار المرتفعة .
وأكد أغلب التجار وجود شح واضح من الحديد التركي وقالوا إن أسواق مصر وليبيا والعراق طلبت كميات كبيرة من تركيا خلال الشهور الماضية، إضافة إلى أسواق عمان وقطر، في ظل عزوف من التجار المحليين على استيراد كميات كبيرة من تركيا نظراً لانخفاض وتيرة المشاريع المطروحة للتنفيذ حالياً .
وأكدت بعض المصادر أن عمليات التخزين التي يقوم بها البعض حالياً لن تطول، حيث سيقوم هؤلاء بالبيع سريعاً حتى لا تضيع عليهم فرصة الأسعار المرتفعة حالياً، مشيرة إلى أن السوق المحلي به كميات تفي بحاجة المشاريع الحالية، وأنه إذا عادت الأعمال في المشاريع المتوقفة على خلفية إعادة الهيكلة لمشاريع دبي العالمية وغيرها من شركات التطوير، فالمؤكد أن قطاع المقاولات سيعود إلى النشاط مجدداً، وبالتالي سيكون هناك طلب فعلي على المواد ومنها الحديد .
ولم تخل إشارات التجار من وجود إشاعات في السوق، مثل الحديث عن زيادة في أسعار الحديد والمواد عموماً مع عودة المشاريع للانطلاق خلال الفترة المقبلة، يقابلها شائعات أخرى عن دخول كميات من الحديد التركي أيضاً إلى السوق المحلي .
كما يتردد أن المصانع الصينية استحوذت على كميات كبيرة من السكراب مؤخراً، ما يؤشر إلى أن الأسعار سترتفع أكثر عالمياً .
وقال أحد التجار الكبار في دبي إن الثقة منعدمة باستيراد كميات كبيرة خلال الفترة المقبلة، لأن الوضع لا يدلل على وجود مشاريع كبيرة، وبالتالي فالتجار ليس أمامهم إلا خيار الاستيراد حسب الطلب الفعلي، وليس بغرض التخزين لما فيه من مخاطرة، مشيراً إلى أن تعادل العرض مع الطلب الفعلي سيأخذ بعض الوقت للخروج من الحالة الراهنة .
من جهة أخرى أكد عدد من المقاولين أن ارتفاع أسعار الحديد يجعلهم يعودون مجدداً للتحوط عند توقيع العقود الجديدة، وإن كانت ستواجههم عقبة محاولات بعض الشركات حرق الأسعار أملاً في الاستحواذ على أية مشاريع لتغطية نفقاتها التشغيلية .
بالحصا: حاجة ملحة لمؤشر أسعار رسمي
قال الدكتور أحمد سيف بالحصا رئيس جمعية المقاولين ل”الخليج” ان الجمعية على اتصال وتشاور مباشر مع وزارة الاقتصاد لإحاطتها بأي جديد فيما يتعلق بوجود عمليات احتكار أو تشكيل تحالفات بين التجار للتحكم في الأسعار .
وأشار بالحصا إلى أن الحاجة أصبحت ملحة لوجود مؤشر رسمي حول أسعار مواد البناء بشكل عام مع الأخذ بارتفاع كلفة الانتاج عالمياً أو محلياً، الأمر الذي يكفل للمقاولين وجود مرجعية عند تسعير المشاريع .
استقرار الاسمنت والخشب
قالت مصادر تجار مواد البناء في دبي والشارقة إن أسعار الاسمنت مستقرة على 12 و12،5 درهم لكيس الاسمنت لكميات تزيد على 13 و13،5 درهم في الكميات القليلة في حدود حمولة الترلا الواحدة وأقل من ذلك .
وأضافت المصادر أن الخشب الأبيض تحركت أسعاره قليلاً لتتراوح بين 900 و960 درهماً للمتر المربع .
وأشارت المصادر إلى حدوث تحرك وصفته بالطفيف فيما يتعلق بأسعار الأنابيب الحديدية والبلاستيكية، إضافة إلى حدوث ارتفاع على مواد السباكة والسيراميك تتراوح بين 10 و20% بين مختلف المنتجات[b]